Thursday 27 October 2016

محاولة رابعة: حبيبي الخرافي

حبيبي الخرافي
مصالح، مجافي
احبك برقة.. واحبك جنون

تشخبط، تلخبط
تشلّع، تقلّع
مكانك فؤادي وجوة العيون

بتعرف كويس
تعكنن، تزهج
تعكر مزاجي وتمرق قرون

وترجع ترتّق
تفرتق، تلتّق
بكفاً مدقدق وقلباً حنون

اضمك بلهفة
تشلّت، تفلّق
اشيلك اختك
تكورك تقلّق
شحدتك حبيبي، شوية سكون

اقبل يمينك
تعاين قصادي
اعاين قصادك
تلف مني غادي
وازعل تحنّس
اقرّب ترفّس
بامرك حبيبي: فكوني واكون

تزهّر تبتّق
عدوك يطرشق
تعيش يا حبيبي، وغيرك يهون

Tuesday 23 April 2013

السودانيين ديل !!


اربعة اسابيع اخلصت في التخطيط لها مدة عام كامل. اربعة اسابيع محكمة لا مجال فيها للتفريط بساعة واحدة. اردتها زادا لعام مقبل، فما زادتني الا شوقا و لهفة. 

وددت لو اعوض بعض تقصيري تجاه وطني. ان اضيف فكرة او بسمة. اردت ان اعيش تلك التفاصيل الدافئة: نكهة الشاي الاحمر على شارع النيل تحت النيمة، متعة الونسة مع عم ابراهيم غفير هندسة، صحن الفول المظبط في الجان، حوار تلقائي مع سائق تاكسي عن الاوضاع السياسية و ضيق المعيشة...


اقلعت الطائرة وانا استنشق الهواء بعمق مستشعرة رائحة الوطن كلما اقتربت منه. 
ملات صدري برائحة امي، و بطني بطعامها. اشبعت جلدي دفئا تحت شمس بلادي، واستعددت لتنفيذ الخطة.  

الاسبوع الاول:
اردت ان ابدا فوراً ولكن سرعان ما انقضى الاسبوع بين رسم الحناء، و تقديم العزاءات، و مباركة الزيجات، و زيارة ابنة خالة زوجة عمي الكسرت رجلها، وابن عم زوجة خال زوجي بمناسبة المولود الجديد.  

الاسبوع الثاني:
اليوم الاول و الثاني و الثالث تمكنت من الافلات حتى وصلت باب الشارع وهناك وجدت (ا،ب، ج) قادمون لزيارة اخواتي، فعدت ادراجي لتقديم واجب الضيافة.  
اليوم الرابع و الخامس و السادس و السابع (س،ص،ع، م، ن، و) من الاهل و الاصدقاء قدموا للترحيب بعودة ابي من الخارج. 
هكذا ممارساتنا الاجتماعية، لا اخطار... لا مواعيد مسبقة... 
انتصفت الاجازة و اصبت بالهلع! فقررت ان اكسر التقاليد والا اتقيد بضيف لم ياتي لزيارتي خصيصاً! 

الاسبوع الثالث:
فاجاني السؤال "عملتي الرقم الوطني؟"  
اليوم الاول: الكمبيوتر بايظ
اليوم الثاني: الكاميرا اتكسرت 
اليوم الثالث: الظابط عنده بكا 
اليوم الرابع: جيرانا عندهم بكا 
اليوم الخامس: فلان في المكتب عيان و ما جا 
اليوم السادس و السابع: عطلة نهاية الاسبوع ! 
و استسلمت.... 

الاسبوع الرابع: 
(س،ع،ا،ج) زيارات...
(ب، د، ص) اعراس...
(ح،ط،ك،ن) بكيات...
حنانة...
كوافير...
سفر!

عدت الى ديار الغربة وانا احمل اشواقاً فوق اشواقي. عدت وبيني وبين مذاق فول الجان اربعة سنوات. 
هل عدت من اجازتي في السودان صفر اليدين؟ بالطبع لا، فقد تشبعت احداثا اجتماعية صاخبة ساظل اجترها حيث لاحدث سوى اجازتي المقبلة. 
هل انجزت شيئا من مخطط العام السابق؟ ايضاً لا، فقد كنت مشغولة بان اثبت لنفسي و للمجتمع انني لازلت جزء منه رغم الغياب. 

كان امامي خياران: الانجاز او المجامله فاخترت الاخير، حالي حال اي سوداني يستسيغ حلاوة حياتنا الاجتماعية و يستمرا مضغها. لم يكن الخيار الاكثر صوابا و لكنه الاكثر سهولة. فالارادة السودانية تتقزم فور دخولها حيز التنفيذ، حيث تتحول لترس اخر في عجلة حياتنا الاجتماعيه.
 الخيار الصحيح ان نربط الحزام و نتخلى عن ترفنا الاجتماعي. ما نراه اليوم من تدني على مستوى البلاد اداريا ماهو الا سنام هرم قاعدته فشلنا في ادارة حياتنا و ترتيب اولوياتنا فرديا. 

لست ابالغ حين اقول ان حياتنا الاجتماعية حضارة تفوقنا فيها على كثير من الامم. فهي تميزنا كشعب و تشبع حوجتنا ككائنات اجتماعية لدرجة تفقدنا المقدرة على الانصهار في اي وسط ذو حضارة مجتمعية دونها، وهو ما نلمسه لدى ابناء الوطن في اراضي الغربة. حتى هناك (وانا اتحدث عن تجربة شخصية في الدول العربية و الاوروبية) تجدنا نمارس تلك العادات بتفاصيلها (الطااااعمه).

ولكن ان تركنا المتعة الذاتية التي تحققها لنا حياتنا الاجتماعية جانباً، ماهي القيمة الحقيقية التي تضيفها لنا كمجتمع؟ 
 فهي قطعاً لا تصب في خانة التكافل الاجتماعي. هو ترابط خادع ظاهره الرحمه وباطنه الفقر والجوع. اعجز عن استشعار  التكافل في اسرة فقيد ايام العزاء حيث تكون نموذج للمثل القائل "ميته و خراب ديار". او في امراة تذهب للكوفير لتضع على كفيها رسم حناء خصيصا لتقديم العزاء،  متجاوزة في بابه طفل يتوسل حقه في الطعام، و كانه خماسي الابعاد لا تراه العين المجردة من المنطق و المغشية بالعادات و المجاملات.

كنت قد تطرقت في مقال سابق لتعبير اجده الاكثر استفزازاً لدينا كمواطنون سودانيون. يبدا التعبير بكلمتي "السودانيين ديل" و ينتهي ب"مامنهم فايده" او "ما نافعين" او فيما معناه، حيث يحمل المتحدث (نحن) المخاطب (برضه نحن) مسؤولية التخاذل في التصدي للوضع المتردي للبلاد سياسيا كان ام اقتصاديا. قد يكون هذا التعبير نتاج سلبية ولامبالاة، استعلاء، او حتى اجنده سياسية خفية! ولكني مؤخرا استنتجت بعدا جديدا يبدو الاكثر واقعية في نظري. المتحدث في هذه الحالة لايستثني نفسه كعضو فاعل في المجتمع وانما يعطي نفسه العذر بالمشغوليات. هو يفترض ان المخاطب ممن سواه لا يعايش نفس الظروف و المسؤوليات! و بذلك يفترض ان (المخاطب) بعكسه هو (المتحدث) يمتلك الوقت الكافي للتخطيط و التدبير و العمل على سودان افضل! وهنا مربط الفرس، كلمتي (الوقت + الكافي)

فحياتنا الاجتماعية خفيفة الظل ولكنها ثقيلة الوزن في التفاصيل اليوميه و ما العمر الا مجموعة ايام و ما اليوم الا مجموعة ساعات لابد من استثمارها بعناية شديده ان اردنا تغيير واقعنا نحو الافضل. لا باس في بعض الانانية البناءة في التعامل مع المجاملات. فالاولوية لابد ان تكون للقمة العيش و بالتالي الاتقان في العمل، و من ثم للاسرة و بالتالي بناء قوام السودان القادم، ثم الاقرب فالاقرب. 

التغيير مرهون بنا كافراد و لابد ان نستقطع من حياتنا اليوميه زمنا كافيا للتفكير و التخطيط و من ثم التنفيذ. زمنا مستقطعا من ترابطنا الاجتماعي، قد نخسر بعضاً من هويتنا ولكننا سنكسب وطن! خيار صعب دون شك و لكنه ضرورة ... لا اعذار... لا تواكل... لا تخاذل. "السودانيين ديل" مخيرون و ليسوا مسيرون... فلنحسن الاختيار!

Friday 23 November 2012

محاولة شعرية ثالثة: زكريني يما


زكريني يما ...
كيف البعاد منك حصل؟!
كيف بعد رحمة حشاك
مرقت لي دنيا الفساد
دنيا الدسايس والفشل

ما قبيل نفسك حداي
والليلة في درب الوساوس
والهواجس
كيف اشيل الهم براي 
يما الدرب ليك ما بيصل

يما شان يملو الكروش
جدعونا في بلد العجم
حرمونا من دين البروش
وجونا بي ديناً وهم 
يا يما دين سف القروش
دين الظلم... دين الجهل 

شان الدرب يجمعني بيك 
حبك برضعه لي جناي
شان يبقى لي جيلاً جديد 
يسوقني لي سكة نجاي
 يمرقني من بلد الصقيع
ياخدني لي ضل العروش
جيلاً جديد ... 
شايل الحلم ... شايل الامل 

Thursday 4 October 2012

لا للياقه


مدفوعة بشوقي وحنيني للوطن قررت ظهر اليوم أن أطهو "ملاح نعيمية"، وهومشروع يستغرق مني ساعة وبضع دقائق، ذرفت فيه الدموع و لم أسلم من جرح هنا وتشة هناك.وأخيراً بعد أن توجت حلمات لساني مشروعي بالنجاح بقيت اللمسة الأخيرة "ملايقة " الملاح بمعلقة ويكة، هذا البهار سوداني الصنع والاستعمال. اضفت المسحوق الترابي وبقدرة قادر تحول مشروعي الصغير إلى نسيج لزج يتمطى ما بين فمي والحلة مروراً بمعلقتي ! ووجدتني في حيرة من أمري ، يا ربي اشفطه كلو ؟ أقصه؟ وسألت نفسي لماذا أصر المرة تلو الأخرى على إفساد ملاحي بالويكة؟ لماذا تصر أمي على تهريبه لي عبر الحدود؟ بل لماذا تتكبد خديجة أو عشة عناء تجفيفه وسحنه ؟ ... انها اللياقة !

معلقة واحدة فقط من اللياقة أفسدت علي مجهود ساعة كاملة. وأنا على يقين تام بأني سأضيفها إلى جميع ملحاتي المقبلة وإلا فلن تكون ملاحاتي سودانية أصيلة. فالياقة مكون أساسي في تركيبتنا السودانية نعتز بها ونحملها معنا اينما حللنا، فالصابون لوكس والمعجون سيجنال والعربية كورولا والجامعة الخرطوم والإبن الأكبر طبيب والاغتراب في السعودية والبيت بالخرسانه المسلحة.
ولازال قلبي يرقص طربا وتستبشر أساريري كلما لمحت عيناي جكت بدلة "blazer" مفصلة خصيصاً على طراز الخمسينات تطوف بالشوارع الأوروبية. فمن غير أهل بلادي الطيبون الولفون يرتدي بدلة توقفت المصانع عن انتاجها منذ نصف قرن.
كم هي لطيفة هذه الهوية السودانية عزيزة النفس لايوقه المتطلبات . هذه الهوية التي لا تزعزعها معضلات الحياة ولا مغرياتها. كم نحب أن نحجبها ونحميها من أي بادرة تغيير. أذكر قصة صديقة عزيزة إذ راودتها نفسها على إرتداء نظارة شمسية منذ بضع سنوات فوجدت أخاها لها بالمرصاد فهو لا يحتمل أن تتهم أخته بالجرأة على التغيير!
ثم تأخذ اللياقة منعطفاً خطيراً في حياتنا الاجتماعية . نجدها في بيوت البكيات إبتداء بنياصة النسوان وإنتهاء بخدمة الضيفان. نجدها نهار العيد الذي ينتهي دوماً بعسر في الهضم كنتيجة طبيعية لأطنان الخبيز والحلوى التي لا نجرؤ على ردها كلما قدمت لنا. نجدها في الخسائر الفادحة التي يتكبدها اهل العرسان والتي تبلغ حد المديونية لاخراج الحدث بالصورة المتعارف عليها.

وتتجلى أقبح أشكال اللياقة السودانية في حياتنا السياسية. وكضرب من ضروب اللياقة لن أمنع نفسي من الاستطراد في هذا الموضوع الملتوت المعجون. تبدأ اللياقة السياسية بأفراد يجتمعوا ليناقشوا نفس المواضيع عن نفس الاشخاص في نفس الأحزاب. ثم نفس الأحزاب تتنازع حول نفس القضايا وبنفس القيادات. حتى نصل إلى دوره حياتنا السياسية التي تبدأ وتنتهي بإنقلاب عسكري تتخلله محاولات ظهور خجله لحكومات ديمقراطيه بقيادات دكتاتورية!
فما الحل ؟ الحل في تقديري أن نتبنى ثقافة "القطع":
- إذا كنت تكره أن يمتد السلام أمام باب الشارع إلى أن يشاء الله قول مع السلامة وأمشي ...
-  إذا كنت تكرهين أن يستوقفك صبي في سن ابنائك ليقيم مدى إحتشام هندامك لا تتوقفي ...
- إذا كنتم تكرهون أن تظلموا وتقهروا وتشردوا فبدلوا...
نحن في حاجه للتخلي عن معلقة اللياقة التي تجرعناها جميعاً إلى أن سيطرت على كل مناحي حياتنا حتى حواراتنا اليومية . فكم هي مؤلمة تلك العبارة المتداوله بيننا "السودانيين ديل". ليس هناك ما هو أبشع من أن يتهم مواطن سوداني أخاه بالسودنة وكأنه يتبرأ منها ويدينه بها في جملة واحدة. بل يتطاول إلى إحباط همة المتلقي بعبارات على شاكلة "السودانيين ديل ما منهم فايدة". 

لا بأس في ان نعتز بهويتنا ذات المسلمات الواضحة حتى في ادق التفاصيل، ولكن هناك بعض المفاهيم التي لا تحتمل اللياقه والتغيير فيها ضرورة. لنعيد تقييم مسلماتنا ونستثمر الطاقة المهدرة في التنظيروالتوبيخ بتوجيهها نحو التفعيل، فجميعنا يعلم أن "الحداث ما سواي"، وليبدأ كل منا بنفسه أولاً. لسنا مطالبين بأن نعلن الجهاد ونعتزل الحياة لنؤدي واجبنا تجاه الوطن، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها وهو تكليف رحيم ولكنه عظيم بنفس القدر. ولنبدأ بخطى صغيرة. نقدم ماهو متاح بين ايدينا ولا نستصغر، فكلمة طيبة قد تلهم من هو أقدر منك على التغيير


أما عن لياقتنا تجاه السودان، فغداً صباحاً حين تلتقي أول مواطن سوداني بادره بالسؤال "كيفك أنت مع البلد دي" عوضاً عن "كيف البلد دي معاك" .. ماذا قدمت للسودان اليوم ؟!

Monday 24 September 2012

وفاء بوطن



ما اثقل هذا النهار و ما افضحه. توفيت الى رحمة الله جارتي الحبيبة ماري.ماتت بين وطنين لفظها احدهما و تنكر لها الأخر. لمن لا يعرف ماري, هي امراة خمسينية جميييييييلة من اصول جنوبية, نموذج للمراة السودانية في جلدها و عطائها. انتقلت من ست عرقي لست شاي و كل ما بينهما من خدمة في البيوت و شحتة و و و 
جاورتنا منذ ما يزيد عن ١٥ سنة, فلا اذكر فرح او ترح الا و ماري في البرندة بتغسل في العدة او بتغلي في الشاي. كانت دائما اول المهنئين بالنجاح و المرحبين بالعودة.
ابكيها بعرض و طن ادار لها ظهره ولم يترك لها حتى هامش تعيش فيه. ابكيها بغزارة قهرها و خذلانها. كانت تنبش الصخر لتكافأ بابنة فشلت في تعليمها ووطن يهدم ما اسمته بيتا بتهمة السكن العشوائي!
لازلت اذكر حسرتي في اخر لقاء لي بها عندما اخبرتي انها ستشد الرحال الى "دولة جنوب السودان" عشما في قطعة ارض.
لم تسرق حياتك منك اليوم ماري, سرقت منذ كنت رضيعة في المهد, بل سرقت منذ كنت في بطن امك و قبل ذلك بكثير. مت وانت تمنين نفسك باوضتين و برنده فابت بلادك الا ان تموتي بدونهما. فلترقدي بسلام عزيزتي, عسى الله ان يبدلك ديار خير من ديارك
أين تذهبين يا وفاء؟ فقدت أمك بين وطنين و ضعت بينهما. ضعت بين أم شقيت  لتطعمك  و أخرى تركتك  تشقين لتطعمي ابناءها . ضعت بين لغة أجدتها و سلبت منك و لغة لم تجيديها و فرضت عليك، ضعت بين حلم بالنجاح و  حلم  بالإنتماء، ضعت بين هوية سودانية و هوية سودانية !
 ماذا أفعل في هذا الصوت الذي ينخر عظامي أخبريني يا وفاء،  ألم أكن شاهداً على ازهاق أحلامك يوماً تلو الأخر ! الم أختر  مقاعد المتفرجين الوثيرة على هامش حياتك؟ لازلت أذكرك فتاه جميلة مزهوة بجسدها الفارع و عيناها المتقدان ذكاءً. تلك العينان الاتي أنهكتهما محاولاتك المضية لتغير حياتك تحت مصباح الشارع ، تحملين كتابك بيد و همومك بالأخرى. كيف لهذه العزيمة أن تهزم؟ انما هزمها تأمرنا عليك بالصمت. 
رأيتك تبنين قصراً لأمك على قطعة الأرض التي ولدتي و انتي تحرسينها، تحت الأنقاض و بالصدقات. فذهب القصر و ذهبت الأرض و الأم و ذهبت حتى الأنقاض و الصداقات. سرقت من جوارنا و بعت بثمن بخس و نحن لازلنا في مقاعدنا الوثيره. لمن أرجأنا أمرك؟  و ما صبرنا ؟  لعلنا في إنتظار جندٌ من السماء ينقذوننا أو ريح صرصر عاتية تذهب بنا ..
مللت المشهد و الممثلون يا وفاء. سأبارح مقعدي و ليأتي معي من يأتي. سأحملك في رسماً و أغنيك لحناً و أبكيك دماً. سأصرخ أو أضحك، سأزحف أو  أرقص أو أركض.. نعم سأركض لا أدري إلى أين و في أي إتجاه انما سأركض و ساتيكي ببديل يكفر عني قليلاً من جريمتي نحوك

Monday 17 September 2012

باللون الرمادي

"خير الامور أوسطها"..  لطالما كانت تؤرقني تلك المساحة بين التطرف و اللامبالاة ، بين العملقة و القزمنة، الأبيض و الأسود. هناك أريد أن أعيش، في ظلال اللون الرمادي، فهناك يكمن الحل. و هو لون لو تعلمون عظيم ! يتسع للجميع، منه الفاتح  و الغامق،  الشفاف و القاتم، المحمر و المخضر و المزرق ...
"خير الامور أوسطها" ياله من تحد !
 كان الرسول صلى الله عليه وسلم وسطاً في كل شئ حتى هيئته فلم يكن بالقصير ولا بشديد الطول بل متوسط القامة، لم يكون شديد البياض ولا السواد بل أسمر البشرة، لم يكن سريع الحديث ولا بطيئه بل معتدل، لم يكن أبيض ولا أسود انما معتدل ثم معتدل ثم معتدل.   أرسل في أمة وسط ليعلمهم الاعتدال ففشلوا في ذلك و نجح الأخرون.  
امضيت بضعة اعوام و أنا أعيش في الغرب بين الخواجات في مساحة واسعة من الرمادي. قد تختلف درجاته ولكنه يبقى رمادي، لسنوات لم أرى غناء فاحش أو فقر مدقع، لا استطيع وصفهم بحدة الذكاء أو الغباء ولا  شدة الإنسانية أو قلتها و لهذا اغبطهم! رأيت ولاد بلدي بينهم يشارلهم بالبنان. لازلت أذكر حينما سألني سائق التاكسي عن جنسيتي فأجبته بأني سودانية فقال بعفوية شديدة "oh you are a doctor" .. و أنا لست طبيبة. كم أثلجت صدري هذه الجملة، كم نحن عظماء ! 
فما بال عمالقة بلادي يحكمهم أقزام ؟ لا أجد إجابةً لذلك السؤال سوى أن التطرف يولد التطرف. فنحن شعب متطرف في العملقة، متسامح حد السذاجة و قنوع حد الامبالاه. وهو ليس بالأمر الغريب فزيادة المعرفة  مقرونة بزيادة الحكمة، والحكيم لا يسعى طوعاً لتحمل عبء الادارة ووطأة المسؤولية بل يكتفي ب-"الحمد لله رضى". فهو يعلم بضرورة الحال  ما خلف ستار الزعامة من عذاب و سهر ليالي . انما الغريب الامعان في هذا ال-"أتتيود" حتى تفشى فينا كخلية سرطانية. لازلنا نبحث عن اللون الأبيض الناصع حيث مبلغ همنا أن نخرج من الدنيا كفافا حتى تحولنا إلى كتلة من عديمي اللون و النكهة، نرضع ابناءنا التخاذل و السلبية و نحقنهم ب- "جناً تعرفو ولا جناً ما بتعرفو" و "العايز تهريه أسكت خليه " حتى اهترأت قلوبنا بهذا الترفع الزائف و تركنا الجمل بما حمل تحت رحمة  الأقزام.
وكما تطرف أولئك في المعرفة والقناعة تطرف هولاء في الجهل والطمع حتى خيل اليهم أن "طيشة حنتوب"  بمقدورهم تسيير جيش جرار من الرقاصين لتحرير أمريكا! فأنا لا اعتب على هؤلاء جهلهم فقد بلغ منهم مبلغه حتى يخيل إلي أنهم يستغيثون بمن ينتشلهم منه.  و انما استعجب لذوي العقول البيضاء الذين يصرون على التخاذل ويتركون أمرهم لهذا السواد الدامس.
  يسرقنا حكامنا ويجوعونا فنطردهم ثم نستقبلهم إستقبال الأبطال. يدعون التكليف من الله و رسوله فنمجدهم و نسجل كذبهم في كتب التاريخ. يقسمون بلادنا و يقتلون ابناءنا ثم نقول أحسن من غيرم و البديل منو!
 البديل لن يقدم لنا على صحن من فضة و انما نقتلعهم إقتلعاً و نصنعه صناعة . البديل فينا نحن رماديو الهوية بجميع أطيافنا الفاتح و الغامق، المحمر و المزرق. أطباء، مهنسون، معلمون، محامون، وعمالاً. اباء وأمهات ، أبناء و بنات ، مشردون و مشردات، مقهورون و مقهورات، حاضرون و غائبات، مجاهدون ومناضلات. نحن من لم يجد سواد الجهل طريقاً إلينا و لم يجهرنا بياض الاستسلام. نحن نملأ هذه الهوة ألان ألان وليس غداً ...                  

Wednesday 12 September 2012

إمرأة


ملحوظة هاااااامة
ذوي القلوب المريضة يمتنعون.. ما ستقراون ادناه محاولة متواضعة مني لعكس معاناة المراة الشرقية من خلال مجمل ما تعايشه النساء حولي و ليس تجربتي الشخصية. ما كنت اجرأ على النشر لولا دعم آدم في حياتي. زوجي حبيبي لك مني كلي .. تسلم البطن الجابتك
_________________________________________________________________________________
نعم! امراة!
دون شك افتخر
اتعيبني برقتي و انوثتي
اغداقُ حبي
انكارُ ذاتي
ام انسدال شعرٍ حول  القمر
و ضمورخصرْ

ااظل دوما خلف ظلك يا رجل
لازلت الهث
بين ابٍ و اخ
زوجٍ و ابن
خالٍ و عم
او حتى هرْ
طالما قطٌ ذكرْ
ان انت ظل
انا لك نورٌ و طلْ
امٌ واخت
ابنةٌ ... حبيبةٌ
 شريكةُ دهرْ

نعم... افتخرْ
مما تخاف علي؟
..اخبرني قلْ
اوكنت تشعر بالشقاء
حين كنت في احشائي
تسكن تستقرْ
ام كنت تعرف ماالعناء
اذ  اعطيك الحياة...  واحتضرْ
او لعلك عشت الرخاء
قبل ان يدفئك حضني
و بعطفي تدّثرْ

 ْعفوا..بربك لا ترتجل
 بما تمتاز علي؟
!ْاتراك جاد ام هزل
اعضلات ترهلت
 وتهدلت
 واختنقت
 بشحم تزاحم بين خاصرة وصدرْ

 مما تخاف..بالله قل
 اتخاف علي منك؟
 أنا دائك و الدواءْ
اقلب قلبك كيف شئت
 بين سعدك والشقاءْ
 قد خضت معك معترك الحياة
 في كل عصرْ
 كتفا بكتف مواقفي
 وبدون حصرْ
 الم تاتني راجياً
 متوسلاً
 اذ تقطعت بك كل السبلْ

 ريثك..تمهل..انتظر
 اغرك جهور صوتك
 ام نقصْتُ عنك بقوام قد قَصُر
 افكلما اخطات
 ثار بركانك
 والدم في الشرايين انفجرْ
وغشت السماء سحابةٌ
 واصم اذني زئيرك من وعيد منتظرْ
اشقيتني
 اتعبتي
اطفاتني
سالت دمائي
 و الدمع من مآقي انهمرْ

احترت بين حبك
وما جنيته من ظلم و قهرْ
ما ذنبي..
لست ملاك
!انما مثلك...بشر
لمن اشكيك
و انت لي قاض و قيد
عتق و اسر
 بيني و بينك رب العباد
فهو العزيز المقتدر

 اسمع...تعقل..اصطبر
 الم أُربّى على يديك
 ايها الرجلْ
 وهبتك عمري
 منذ الازلْ
 مذ صغري
لك امري قد امتثلْ
ثق بي سيدي
 اهديتك قلبي
 مذ لقيتك
 و اسكنت المقلْ
 ان اذنبت
 في حضرة عفوك ذنبي يغتفر

 حسبك ...كفاك
عن صهوة غرورك اهبط وارتجل 
 فداك روحي
 اعطني حريتي بخاطرك ....
 او فانتظر